Responsive Ad Slot

أغلقوا باب المركز .. فأغلقوا معه باب الأمل


يوصد اليوم مركز العلاج من الإدمان بطينة أبوابه لتنتهي مبدئيا مغامرة هذا المقر الذي خلق في نفوس رواده العزيمة والإرادة لتخطي عتبة الإدمان وبإغلاق هذا المرفق الصحي تغلق أبواب الأمل ونوافذ المستقبل في وجه المئات ممن ينتظرون فرصة سانحة لبدء حياة صحيحة وفتح صفحة لا مكان للأفة الخطيرة فيها. 
اليوم ، نفذ صبر القائمين على هذا المركز وقرروا إنهاء حلم "إرادة الحياة" بعد صراع كبير مع الأزمات المالية الذي قابله تجاهل من المسؤولين سواءا على المستوى الجهوي أو الوطني وملوا من الوعود الزائفة والوهمية من قبل سلط الإشراف التي على ما يبدو لم يؤلمها صراخ الإستغاثة من المركز ، القائمين عليه وحتى المرضى وعائلاتهم ولم تأبه للنداءات التي لطالما تعالت للوقوف مع المركز الوحيد والأخير في تونس لعلاج الإدمان وانقذه من الإنهيار. 
وها قد إنهار الصرح العظيم الأن ، وقد إنهارت معه آمال الكثيرين من الشباب في العودة لنقطة البداية وفتح صفحة جديدة بيضاء بعد سنوات من الخروج عن الخط المستقيم وتشرد بإغلاقه عائلات ما يزيد عن الثلاثين عاملا وعاملة يشتغلون بهذا المركز ، ومع كل وقفة ونداء تسد منافذ الإجابة والإستجابة في وجوههم ولم يبقى غير حل وحيد لا ثاني له "الإغلاق" بكل ما في الكلمة من ألم وحزن و "موت" 
اليوم أغلق مركز المعالجة من الإدمان بمعتمدية طينة من ولاية صفاقس ليطرح هذا أكثر من سؤال وأكثر من تعجب ، أين رجال الأعمال وأصحاب النفوذ والأطراف الفاعلة في صفاقس مما حدث ؟ أين الولاية وأين الدولة من إغلاق المكسب الوطني الوحيد في تونس ؟ انسعى لزجر المدمنين في السجون ولا نسعى لمداواتهم وإعادة تأهيلهم صحيا ونفسيا وإجتماعيا ؟ ماهو مصير الألاف على لائحة الإنتظار وما سيكون مصير الألاف في قادم السنوات ؟ لم نتأخر دائما في حل المشاكل أم هو تناسي وتجاهل .. كما جرت العادة ؟
للأسف أغلق بصيص النور الوحيد للتائبين من الإدمان .. وفتحت في السجلات صفحة جديدة من الخيبة والفشل ..



نبض المدينة
© جميع الحقوق محفوظة 2014ـ2018