ترددت كثيراً في البحث عن عنوان لمقالنا هذا ،أردت أن أجد عنواناً مناسباً قد أستطيع من خلاله رصد حالة ولاية صفاقس التي تعرف تدهورا في بنيتها الجسدية بداية من بنيتها التحتية المهترئة مروراً بالإزدحام في كل الطرقات والشوارع في أوقات الذروة وحتى في غير أوقات الذروة وصولاً لذلك السرطان الخبيث المتشكل في المجمع الكيميائي التونسي"السياب" صفاقس فعلاً تختنق تلوثا ، صفاقس تتوجع في صمت بل صفاقس تموت موتا سريريا بطيئاً ويموت معها أمال وأحلام أهاليها في تحقيق مكسب من مكاسب وحقوق دستورية وهو الحق في العيش في بيئة نظيفة ، تموت أحلامنا كما تموت أحلام أجيال من أبناء صفاقس في غد أجمل ينعمون فيه بشواطئ نظيفة و بمدينة رياضية في قيمة أهالي المنطقة ومايقدمونه من إنجازات و كفاءات علمية ورياضية و ما تقدمه عاصمة الجنوب التونسية من خيرات فلاحية وصناعية تدر على الميزانية بالميليارات الدنانير .
صفاقس تنزف كل مواردها ، صفاقس تستغيث فهل من مغيث؟
لعل أهالي صفاقس إتفقوا جميعاً على حلم واحد ، لعل 'يابان العرب' كما يحلوا للبعض تسمية أهل مدينة صفاقس بإعتبارهم يقدسون الحياة العملية ويسعون إلى التقدم والإزدهار بالبلاد ،لعلنا جميعاً يجمعنا حلم واحد متى نستفيق على نسيم عليل وهواء نقي خال من ميكروبات و سرطانات "السياب"، متى نجد فضاءات ترفيهية تنسينا تعب ساعات العمل؟ متى نعود إلى منازلنا ولا ننتظر ساعات في ثنايا الإزدحام وإختناق الطرقات والشوارع ؟؟؟ صفاقس تستغيث فهل ننتظر المهدي المنتظر لإنقاذ مدينة المليون نسمة؟
بقلم فهمي مبارك