Responsive Ad Slot

أغلقوا سبب البلاء... فإما حياة وإما فلا !


ليس بعسير أبدا أن تفهم المعنى الحقيقي للتلوث، ما عليك إلا أن تنزل ضيفا على المركز الإقتصادي الأول في تونس و الذي كافئته الدولة منذ عقود لتجعل منه بإمتياز عاصمة للتلوث! مرحبا أهلا و سهلا بك في صفاقس.. ولتدخلها صديقي من جهتها الجنوبية ( من طريق ڨابس) سيخيل لك حتما أنك تدخل مدينة تخرج حديثا من حرب ضروس قصفت خلالها بقنبلة نووية ( لا قدر الله).. حياة منعدمة أو تكاد : سكان أحياء أموات محرومون من هواء نقي يتنفسونه أو من ماء صاف يشربونه فمياه الأمطار التي بفضلها لا يزالون  على قيد الحياة صارت حمضية بإمتزاجها بالدخان و هي نازلة!! غازات سامة تملؤ الأجواء فتحجب زرقة السماء نهارا و بريق النجوم ليلا.. حتى أشجار الزيتون ستبدو لك منهكة ملفوفة بالغبار إسألها إن شئت ،أضمن لك أنها ستنطق للمأساة التي تعيشها منادية بغلق "السياب" سبب البلاء : مصنع جاثم على صدور الصفاقسية يطلق العنان للدخان كل لحظة من كل يوم في كل شهر على مدار السنة لما يزيد عن ستة عقود دون إنقطاع! سرطان ينخر صحة البشر و الشجر و الحجر و يحكم على المدينة بأسرها بالموت البطيء
أهلا بك في صفاقس لكن أدعوك لأن تجعل زيارتك هاته بتاريخ 22 فيفري 2017 لتضيف لما دونت أن على هاته الأرض ما يستحق الحياة... أغلقوا سبب البلاء فإما حياة وإما فلا.
بقلم أيوب الجراية

نبض المدينة
© جميع الحقوق محفوظة 2014ـ2018