عمادة بليانة هي عمادة تقع علي الساحل الشمالي لمدينة صفاقس( حوالي 30 كم ) تتبع إداريا معتمدية العامرة في جزءها الغربي ومعتمدية جبنيانة في جزءها الشرقي. تعد العمادة حوالي 7الاف نسمة.
هي منطقة ساحلية تعتمد دورتها الاقتصادية بالاساس علي المنتوج الفلاحي البحري والزراعي واساسا زراعة الزياتيين. بها عدد هام من حاملي الشهائد الجامعية المعطلون عن العمل وترتفع بها نسبة البطالة و تفتقد لكل مقومات التنمية ،حيث تفتقد إلى ابسط المقومات كالطرقات المعبدة والمهيئة لربط اجزاء العمادة بعضها ببعض ،لا سيما بالشاطئ الذي يمثل شريان الحياة الرئيسى لمتساكنيها.
هذا الشاطئ الغير مهيأ والغير مرتبط بالطرقات الرئيسية رغم ما يوفره علي ضعف امكانيات البحارة من منتوجات بحرية لكامل ولاية صفاقس.. والمحروم من ميناء صيد بحري بامكانه ان يطور المنطقة ويسهل عمل البحارة ويقننه.فكان البحارة يشتركون علي ضعف مواردهم بجزء من قوت ابناءهم لجرف الطرقات الريفية وتنظيف الشاطئ وانشاء ما يسمي بالزقالة وهي عبارة عن اكوام من الحجر تسهل الدخول الي المراكب .
هؤلاء الذين اعيتهم ظروف العمل وخاصة حينما تتحد ظروف التهميش و قسوة الطبيعة فيصبح حتي الوصول الي الشاطئ والمرور منه شبه مستحيل.
كما تعاني منطقة بليانة من غياب كلي لكل وسائل الترفيه و من اي نوع من انواع مؤسسات الثقافة والترفيه الموجهة للشباب والاطفال (دار شباب، دار ثقافة، نادي اطفال، ملاعب رياضية مهيأة ..الخ) مما ساهم في انتشار الانحراف والعزوف المدرسي لعدم وجود التأطير .. فارتمي شباب المنطقة في حضن الانحراف حينا و اليأس أحيانا ووجد في الحرقة حضنا وحلما لغد افضل في ظل هذا الغياب الشبه تام للدولة بالمنطقة. ففقدت المئات من ابناءها بين شريد في غربة قاسية وبين مفقودين في بحر لم يرحم ابناءه.. التهميش، البطالة.
غياب البنية التحتية، غياب مؤسسات الدولة..كلها بيئة وحاضنة لن تخلق الا اليأس واليأس لن يولد الا الانفجار فكانت الاحتجاجات باغلاق الطريق و المحلات طلبا للتنمية بعمادة بليانة
بقلم : حبيب البكوش
(الصورة من الارشيف)