تعرف صفاقس بتقاليد خاصة في الاحتفال بعيد الفطر من خلال اعداد أكلة الشرمولة و الحوت المالح التي تعتبر عادة صفاقسية بحتة و من الموروث الثقافي للجهة.
و الاكيد ان اعتماد الاجداد في صفاقس و اختيارهم لهذه الاكلة و العادة التي يتوارثها الاجداد لم يكن اعتباطي بل هناك حكمة من ذلك و فوائد غذائية قد يجهلها البعض .
فالشرمولة هي أكلة تتكون أساسا من الزبيب الذي نتحصل عليه بعد تجفيف العنب و معلوم ان العنب يحتوي على نسبة جيدة من المواد السكرية سريعة الامتصاص و سهلة الهضم مثل الجليكوز و الفريكتوز اضافة الى احتواء العنب على الفيتامينات مثل الفيتامين "ب" و الفيتامين "ج" اضافة الى العناصر المعدنية مثل البوتسيوم و الصوديوم و الكالسيوم كما يساهم العنب في تقليص نسبة الكولستيرول . من هنا جاءت الفكرة انه بعد شهر من الصيام و التعب و الارهاق فان الجسم يحتاج الى اكلة تمكنه من استعادة نشاطه و تمنحه الطاقة و هذا ما تأمنه المواد السكرية في الشرمولة التي تساعد الجسم في استعادة توازنه الغذائي و قواه.
اما بالنسبة " للحوت المالح" فمعلوم ان الانسان في شهر الصيام لا يشرب كميات كثيرة من المياه التي تعتبر ضرورية في جسم الانسان لما للماء من فوائد لاحتوائه على معادم و مواد غذائية للجسم . قتم اختيار الصفاقسية لأكلة " الحوت المالح" في العيد بما أنه يؤدي الى العطش و يدفع الانسان الى شرب كميات كبيرة من الماء مما يساهم في تنظيف المعدة و يكون مفيد جدا للصحة . فالماء يخفف من التعب و يحسن وظيفة الجسم كما يساعد الماء على الهضم و علاج الامساك و التي تعتبر من العوارض بعد رمضان خاصة مع تغير اوقات الاكل بعد رمضان .
تقاليد و حكم من الموروث الثقافي لصفاقس أردنا أن نذكر بها خاصة الاجيال الشابة و نوضح ان الشرمولة و الحوت المالح ليست مجرد أكلة تم اختيارها اعتباطيا بل هناك مغزى و فوائد من ذلك . و كل عام و أنتم بخير .